في الحقيقة الناس في العادة يركزون على الذكاء الفطري الوراثي ويغفلون أهمية الذكاء المكتسب.....! أي المكتسب من المعرفة...!
وعلامات الذكاء الفطري معروفة ولهذا سوف أركز على علامات الذكاء المكتسب.....!
من أهم علامات الذكاء المكتسب:
-"القدرة على التمييز"!
فمثلا توجد علاقة تناسب طردي بين زيادة المعرفة وبين القدرة على التمييز والتي هي من أهم مكونات الذكاء ...!
فلو كان يوجد شخص يوجد على مسافة بعيده فإن من الصعب تمييزه حتى يصبح على مسافة قريبة فنتعرف عليه والسبب أن كم المعلومات زاد الأمر الذي جعلنا قادرين على تمييزه.....!
وهذا الامر ينطبق على الأفراد والمجتمعات.......! فكلما كان الفرد أكثر معرفة والمجتمع أيضا كلما كان هذا الشخص أو المجتمع أقدر على التمييز وبالتالي أقدر على الابداع...!
لكن هذه المعرفة يجب ان تكون متوازنه في شقيها... فالمعرفة البشرية تنقسم إلى قسمين ...إذا حدث نقص في أحد القسمين أو في كلاهما تتعطل هذه المعرفة وتنشل وبالتالي يفقد الفرد والمجتمع الذكاء المكتسب الكافي لكي يميز ما هو الأهم في المعرفة وبالتالي يصبح هذا الفرد أو المجتمع اعجز من غيره في الانتاج المعرفي والابداع...!
فمنظومة المعرفة مكونة من: المختلف المعرفي مثل المعلومات الشخصية ... والأهم هو التخصصات العلمية! في حين الشق الثاني هو المشترك المعرفية... وهو كل ما هو مشترك... مثل اللغة وارقى أشكال المشترك المعرفي هو نسب القراءة العالية للكتب الثقافية العامة...!
فإذا كان فرد ما وبالأخص شعب ما لا يقرأ يصبح لديه نقص شديد في المشتركات المعرفية (في ظل عالم متسارع التطور) الأمر الذي يؤدي إلى شلل منظومة المعرفة لذلك الشخص وعلى الأخص لذلك المجتمع......! فتتعطل العديد من الأمور المتعلقة بالذكاء والتي منها القدرة على التمييز...........!
فيصبح ذلك الشخص وبالأخص ذلك المجتمع أقل ذكاء.........!
فيصبح من أهم علامات الذكاء هو القدرة الأعلى على التمييز والذي سببه هو كثرة القراءة للكتب الثقافية خاصة على مستوى الشعب والذي سوف يؤثر حتى على الأشخاص غير القارئين........!
أما من علامات الذكاء المكتسب الأخرى:
-"قدرة هذا الشخص (والمجتمع) على الربط" بين الأمور ... فأبسط ما يقال بهذا الصدد أن القدرة الأعلى على التمييز تعني أن هذا الشخص هو الأقدر على الربط بين الأمور ... أي أنه الأقدر على تركيب الأمور وبالتالي هو الأقدر على الابداع........! لأنه يرى ما لا يراه الآخرون........!
-"المرونة": المقصود بالمرونة هو قدرة ذلك الشخص أو الشعب على استيعاب الصدمات ومحاولة معالجتها بدلا التصادم بها تصادم تدميريا سوء بالعنف أو الفشل لو كان الأمر بتعلق بالتعلم أو الدراسة.......! فكلما زادت المعرفة زادت قدرة هذا الشخص على حل المشاكل بدلا من التصادم بها........ ولهذا ومرة اخرى نجد الأشخاص والشعوب الأعلى ثقافة هي الأقل عنفا بالمجمل العام...!
-"سرعة التفاعل الايجابي": فبسبب كل ما سبق وبسبب عوامل عديدة أخرى فمن الطبيعي أن تكون سرعة التفاعل الايجابي تكون أسرع لدى الفرد والشعب صاحب الذكاء المكتسب الأعلى!
-"جودة التحليل الفكري": فإذا كان الربط (العقل) هو أحد علميات التفكير فإن التحليل هو الشق الثاني للتفكير...! فالتحليل هو أيضا يحتاج قدرة أعلى على التمييز كشرط أساسي للبدأ بعملية التحليل....! فصحيح أن التحليل يعني بديهيا تفكيك منظومة ما إلى عناصرها الأبسط ولكن أيضا أي منظومة هي مبنية على علم نحتاج معرفة هذا العلم حتى نستطيع تحليل هذه المنظومة...! وبما أن العلم اطوار متتالية فإن كل طور تالي بكل تأكيد سوف يختلف عن الطور السابق....! أي أن من يكون موجودا في الطور السابقة لن يرى ما يراه في الطور اللاحق بل الأسوء أن الموجود في الطور السابقة يعتقد أن من هم في الطور التالي على خطأ والسبب أن كل طور تالي يختلف بشكل ما عن الطور السابق الأمر الذي يجعل من هم أقل اطوار يعتقدون أن من هم على اطوار لاحقة هم على خطأ...........!
-"الدقة في وزن الأمور": دائما الأكثر معرفة أقدر على وزن الأمور بشكل أدق والسبب مرة أخرى علاقة التناسب الطردي بين زيادة المعرفة وبين زيادة الدقة في وزن الأمور...! ولن أستطيع تفسيرها تفسيرا علميا كاملا والسبب أنني بصدد كتابة مقالة كاملة موسعة عن هذه القضية ولهذا اكتفي بوضع مثال بسيط...... فالميزان الالكتروني أعلى دقة في الوزن من الميزان العادي والسبب أن الميزان الالكتروني بحتوى على معرفة اكبر من الميزان العادي.......!
الخميس مارس 03, 2011 12:25 am
