عبرت قافلة تضم العشرات من السيارات المصفحة قادمة من ليبيا مدينة اغاديز في شمالي صحراء النيجر في وقت متأخر من مساء الاثنين في طريقها الى العاصمة نيامي فيما نفى وزير الخارجية النيجري ان يكون القذافي او ايا من ابنائه ضمن القافلة.
واعلن مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا انهم على علم بالقافلة.
وتشير التقارير إلى أن القافلة التي تتكون من 50 عربة على الأقل، تتجه إلى نيامي، ويعتقد أنها تضم مقاتلي الطوارق الذين استخدمهم القذافي مقاتلين في صفوف قواته.
لكن ناطقا باسم المجلس جلال الجلال صرح ان ما بين 200 الى 250 سيارة غادرت ليبيا الى النيجر واضاف: "ان مثل هذه القوافل اما تحمل القذافي او احد ابنائه".
وتقول السلطات الليبية الجديدة إن القافلة تحمل كميات من الذهب والنقود.
"قتال حتى الموت"
وتعهد القذافي بالقتال حتى الموت رغم أنه فقد السيطرة على معظم أجزاء ليبيا.
وقال مسؤولون في المجلس الوطني إن القافلة انطلقت الاثنين من مدينة الجفرة التي يسيطر عليها الموالون للقذافي.
وكانت القافلة وصلت إلى مدينة الجفرة قادمة من عاصمة النيجر نيامي التي تبعد عنها بنحو 950 كليومترا.
وقال فتحي باجا من المجلس الوطني لوكالة رويترز "كانت العربات تحمل الذهب وعملات أجنبية من اليورو والدولار... لقد عبرت من الجفرة إلى النيجر بمساعدة الطوارق".
ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس كيفن كونولي إن هناك تكهنات تفيد بأن القافلة ربما كانت تحمل أعضاء من الدائرة المقربة من القذافي لأن الطريق الصحراوي التي سلكتها هي الطريق الأرجح للهروب من الموالين للمجلس الوطني.
وخضع العديد من الطوارق من مالي والنيجر خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إلى التدريب في ليبيا.
وقال مسؤولون من النيجر إن مقربين من القذافي بمن فيهم منصور ضو مدير أمنه وصلوا أصلا إلى نيامي يوم الأحد.
اعتقال
موالون للمجلس الانتقالي
حثت الخارجية الأمريكية على اعتقال الأشخاص الذين قد يكونون محل متابعة قضائية
وحثت الولايات المتحدة النيجر على اعتقال كبار الشخصيات الموالية للقذافي. وفي هذا الإطار، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "دعونا المسؤولين في النيجر لاعتقال هؤلاء الأشخاص الذين قد يكونون محل متابعة قضائية."
واعلن وزير الخارجية النيجري محمد بزوم الذي يزور العاصمة الجزائرية ان العديد من الشخصيات في نظام القذافي من مختلف المستويات وصلوا في واقع الامر الى النيجر ولا يوجد بينهم اي شخص رفيع المستوى وان القاقلة كانت تحمل مسؤولين من التلفزيون الليبي ايام حكم القذافي.
ونسبت وكالة رويترز للانباء الى مصدر عسكري فرنسي، وآخر من جيش النيجر، قولهما ان القافلة المكونة من نحو 200 الى 250 عربة مدرعة، رافقتها وحدات من جيش النيجر، ربما كانت تقل مسؤولين وقادة من كتائب القذافي الموجودة جنوبي البلاد.
وقالت الوكالة ان قوات من حرس الحدود من قبائل الطوارق المسلحين تسليحا جيدا رافقت القافلة اثناء وجودها داخل اراضي النيجر.
وكان مسؤول نيجري قد اكد الاثنين ان قافلة اخرى قادمة من ليبيا دخلت النيجر وضمت ثلاثة نيجريين من بينهم اجالي الامبو واثنين من اشقائه و11 ليبيا من بينهم منصور ضو، مسؤول الامن الداخلي في نظام القاذافي.
والامبو احد القادة التاريخيين لقبائل الطوارق الذين يرتبطون بعلاقة جيدة بنظام القذافي.
"وساطة فرنسية"
ونسبت رويترز الى المصدر الفرنسي قوله ان العقيد معمر القذافي وابنه سيف الاسلام ربما ينضمان الى القافلة التي ستكون وجهتها الاخيرة بوركينا فاسو، الدولة التي عرضت على القذافي واسرته واعوانه اللجوء على اراضيها.
وقالت الوكالة ان مصادر ابلغتها ان فرنسا ربما توسطت للوصول الى تسوية بين السلطات الليبية الجديدة والقذافي حول الترتيب الاخير.
مقاتلون من قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي
تستعد قوات المجلس الوطني الإنتقالي الليبي للهجوم على القوات الموالية للقذافي في بلدة بني وليد
وكان موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي قد قال قبل ذلك ان العقيد الليبي "بصحة ومعنويات جيدة ويقيم في مكان ما داخل ليبيا".
واضاف إبراهيم، ردا على سؤال بشأن مكان القذافي، قائلا: "انه في مكان لن يتم الوصول إليه من قبل هذه المجموعات العنيدة، انه داخل ليبيا".
وأكد في حديثه لمراسل قناة الرأي التلفزيونية، التي تبث من سورية ويملكها رجل اعمال عراقي موال للقذافي، ان سيف الإسلام موجود ايضا في ليبيا، ويتنقل من مكان لآخر.